إن كلام السلف قليل كثير البركة، وكلام الخلف كثير قليل البركة.
ولذلك ينبغي الحرص على كلام السلف والعناية به لأنه قريب العهد من عهد
النبوة الأغر، وهم مزكون لكونهم من القرون المفضلة.
ولإمام أهل السنة في زمانه الإمام الآجري رحمه الله كلام غاية في النصح
والإرشاد، فمن ذلك قوله رحمه الله:
قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عز وجل
الكريم عن مذهب الخوارج ، ولم ير رأيهم ، وصبر على جور الأئمة ، وحيف
الأمراء ، ولم يخرج عليهم بسيفه ، وسأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن
جميع المسلمين ، ودعا للولاة
بالصلاح ، وحج معهم ، وجاهد معهم كل عدو
للمسلمين ، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين ، وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم
أطاعهم ، وإن لم يمكنه اعتذر إليهم ، وإن أمروه بمعصية لم يطعهم ، وإذا
دارت بينهم الفتن لزم بيته ،
وكف لسانه ويده ، ولم يهو ما هم فيه ، ولم يعن
على فتنة ، فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى.
الشريعة للآجري
36